الدكتورمحمدالسباعى مشرف قسم حياة الرسول صلى الله عليه وسلم
عدد المساهمات : 28 تاريخ التسجيل : 25/05/2011 الموقع : المحله الكبرى
| موضوع: هيا نربي أبناءنا على هديه صلى الله عليه وسلم الجمعة مايو 27, 2011 6:22 am | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثيرا ما نسمع بعض الآباء والأمهات من يقول " تعبت مش عارف أربيه " "ما برد علي " " بعمل الي بدو اياه " " جربت معه كل الطرق وما فيه فايدة " !!!
كيف نربي أبناءنا ؟؟ وأي الطرق نسلك ؟؟ وأي أسلوب تربية هو الأسلوب الأفضل ؟ أنسير على نظريه عالم الاجتماع هذا أو ربما ذاك ؟؟ ماذا يقول العلم الحديث ؟؟ وكيف هي طريقة الآباء والأجداد ؟؟ "
ولكي نعرف طريق التربية يتوجب علينا ان نعرف لماذا نربي ؟؟؟ وما هدفنا من ذلك؟؟؟ الكي يرى الناس ان أبناءنا طيبون ؟؟ أم لكي يعينونا في الكبر ؟؟؟ أم حتى يتعلم ويكون دكتورًا قد الدنيا ؟؟ إذا أردنا أن نتباهى بهم أمام الناس ويرضى الناس عنا وعن تربيتنا . إذا كان هذا مبتغانا فلتكن تربيتنا كما يريد الناس . أيستهجن الناس أن لا تلتزم بناتنا اللباس الشرعي إذا كان الجواب لا فلا باس أن لا تلتزم ابنتي اللباس الشرعي فالجميع هكذا . أيستهجن الناس أن تكون لابني علاقة مع فتاة ما إذا كان الجواب لا . فلا باس بذلك فقد يكون ابني مربيًا ويرفع الرأس مع وجود علاقة له مع زميلته " فكل الأولاد هيك " وإلا فهو معقد!!
إذن السؤال لماذا اربي ابني ؟؟ هل أربيه طاعة لله عز وجل ؟؟ إذا كان جوابي نعم فالأمر مختلف حينها نربي أبناءنا على هدي الآية الكريمة " وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون " إذن فلقد عرفنا الغاية من تربيتنا لأبنائنا إلا وهي إرضاء الله تعالى وعبادته سواء منا نحن أو من أبنائنا .
هذه هي الغاية فما الأسس التي يتوجب علينا تربية أبنائنا عليها؟؟ الجواب في حديث المصطفى عليه السلام حيث قال في ذلك :
عن أبي عبد الله النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن الحلال بيّن وإن والحرام بيّن ، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس ، فمن اتقى الشبهات فقد إستبرأ لدينه وعرضه ، ومن وقع في الشبهات فقد وقع في الحرام،كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه ، إلا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله،وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب) رواه البخاري ومسلم.
كيف ومتى تكون التربية ؟؟ عرفنا الغاية وعرفنا الأسس فماذا يتوجب علينا ان نعمل ؟؟ وما الطريق إلى ذلك ؟؟ تعالوا بنا نقف هذه المواقف مع رسولنا المربي صلى الله عليه وسلم لتكن لنا نبراسا ودليلا :
الموقف الاول : ذات يوم كان الرسول صلى الله عليه وسلم يركب بغلته ويُردف خلفه ابن عمه عبد الله بن عباس وكان ابن عباس صبياً صغيراً لا يجاوز عشر سنوات فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم " يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك. رفعت الأقلام وجفت الصحف "
المستفاد :
1- علينا تحين الفرص التي تتيح لنا الحديث مع أبنائنا فقد انفرد الرسول بالطفل ليعلمه وينير طريقه بهذه الكلمات فهنالك أوقات ملائمة للتربية والحديث فلا يعقل أن نوعظ ونوصي وقت الطعام أو قبل أو بعد النوم أو حين دخول الطفل إلى البيت من يوم دراسي متعب وإنما هي فرص نتحينها الملائمة لذلك الحدث .
2- انه صلى الله عليه وسلم تحدث إلى طفل لم يبلغ العاشرة بهذا الكلمات الكبيرة ولم يقل انه صغير كما نقول نحن اليوم .
3- المناداة بأحب الأسماء وصيغ النداء ( يا غلام)
4- المصاحبة للأبناء وإتاحة الفرصة لهم بمرافقتنا إلى بعض الأماكن للاطلاع والتعلم وللمصاحبة نفسها .
الموقف الثاني : عنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ؛ قَالَ: كُنْتُ غُلاَماً فِي حِجْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. وَكَانَتْ يَدِي تَطِيشُ فِي الصَّحْفَةِ. فَقَالَ لِي :
( يَا غُلاَمُ ! سَمِّ اللهَ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيك)
المستفاد :
1-التوجيه يكون وقت الحدث حتى تكون الفائدة وليس كما يفعل البعض فإنه يرى المنكر ويسكت عنه ولكن حين يغضب من ابنه يبدأ يذكر كل الأخطاء التي وقع بها الولد خلال المدة الأخيرة فيكون الأمر نبذ وتحضير وليس نصحًا وتوجيهات .
2- ربط التربية بالخالق عز وجل والتذكير بان هذا الأمر لا يُرضي المولى عز وجل الذي ما خلقنا إلا لعبادته فقال صلى الله عليه وسلم "سم الله " .
3- التدرج في التوصية فبعد ذلك" وكل بيمينك" وكل مما يليك ".
الموقف الثالث : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من أصبح منكم اليوم صائماً؟ قال أبو بكر: أنا. قال: فمن تبع منكم اليوم جنازة؟ قال أبو بكر: أنا. قال: فمن أطعم منكم اليوم مسكيناً؟ قال أبو بكر: أنا. قال: فمن عاد منكم اليوم مريضاً؟ قال أبو بكر: أنا. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة».
المستفاد :
إن رسول الله صلى الله علية وسلم كان يبرز الأعمال الصالحة التي يقوم بها صحابته . فهيا بنا نشجع أولادنا الصالحة التي يقومون بها بالتعزيز والثناء والمحفزات المعنوية والمادية لنثبت بهم هذه الامور الايجابية حتى يتعودوا عليها وتكون جزء من طبيعتهم وطباعهم .
هذا غيض من فيض من مواقف الرسول المربي لتكون لك أخي القارئ وأختي القارئة نبراسا ينير لك طريق التربية لأبنائك في هذا الزمن الصعب متمنين عليكم الاستزادة في التعرف على حياته صلى الله عليه وسلم لتكون عونا لكم في مسيرة التربية والتي هي من اكبر مسؤولياتكم فقد قال صلى الله عليه وسلم "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته"
يا أمة الإسلام بشرى لن يطول بكِ الهوان قد لاح فجركِ باسماً فلترقبي ذاك الزمان
من نذر نفسه لخدمة دينه فسيعيش متعباً ولكن سيحيى كبيراً ويموت كبيراً ويبعث كبيراً ، والحياة في سبيل الله أصعب من الموت في سبيل الله. | |
|